°•ღ°•منتديــــ نجوم اون لاين ـــــــــــات°•
°•ღ°•منتديــــ نجوم اون لاين ـــــــــــات°•
°•ღ°•منتديــــ نجوم اون لاين ـــــــــــات°•
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

°•ღ°•منتديــــ نجوم اون لاين ـــــــــــات°•


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سلسلة القـصص النبوي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نور الله
عضو جديد
عضو جديد
نور الله


انثى
عدد الرسائل : 129
تاريخ الميلاد : 20/10/1983
العمر : 41
توقيع المنتدي : سلسلة القـصص النبوي 15781610
17/06/2008

سلسلة القـصص النبوي Empty
مُساهمةموضوع: سلسلة القـصص النبوي   سلسلة القـصص النبوي Empty23.07.08 4:43


Smile

monkey
سلسلة القـصص النبوي 133

إخواني أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم سأعمل بفضل الله وتوفيق منه سبحانه على نقل مجموعة من القصص التي جاءت على لسان الصادق الأمين الذي لاينطق عن الهوى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بشهادة من رب العزة سبحانه في كتابه العزيز
سلسلة القـصص النبوي 4
والنجم إذا هوى(1) ماضل صاحبكم وما غوى (2) وما ينطق عن الهوى (3) إن هو إلا وحي يوحى (4) علمه شديد القوى(5)

صدق الله العظيم

وفضلت أن أعرض القصص على شكل سلسلة بعنوان

سلسلة القـصص النبوي 14
القصص النبوي
سلسلة القـصص النبوي 14



سلسلة القـصص النبوي 51
القصة الأولى:
المرأة التي اتخذت رجلين من خشب
سلسلة القـصص النبوي 51

نصّ الحديث

عن أبي سعيد الخدري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال كانت امرأة من بني إسرائيل قصيرة تمشي مع امرأتين طويلتين ، فاتخذت رجلين من خشب ، وخاتماً من ذهب مغلق مطبق ، ثم حشته مسكاً - وهو أطيب الطيب - ، فمرّت بين المرأتين فلم يعرفوها ، فقالت بيدها هكذا - ونفض شعبة يده - ) رواه مسلم .
وفي رواية لأحمد فكانت إذا مرت بالمجلس حركته فنفح ريحه ) .
وعند ابن حبان في صحيحه فاتخذت لها نعلين من خشب ) .
وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إن أول ما هلك بنو إسرائيل أن امرأة الفقير كانت تكلفه من الثياب أو الصيغ ما تكلف امرأة الغني . فذكر امرأة من بني اسرائيل كانت قصيرة ، واتخذت رجلين من خشب ، وخاتماً له غلق وطبق ، وحشته مسكاً ، وخرجت بين امرأتين طويلتين أو جسيمتين ، فبعثوا إنساناً يتبعهم ، فعرف الطويلتين ، ولم يعرف صاحبة الرجلين من خشب ) رواه ابن خزيمة .

معاني المفردات


رجلين من خشب : أي نعلين من الخشب كما جاء في الرواية الأخرى
فقالت بيدها هكذا : يعني حرّكت يديها لتفوح رائحة العطر
خاتماً له غلق وطبق : أي خاتماً محكم الإغلاق وعليه غطاء
جسيمتين : الجسيم : عظيم الجثّة

تفاصيل القصّة



من سنن الله الكونية ألا تبلغ الحضارات الإنسانيّة أوجّ عزّها ، ولا ترتقي إلى قمّة مجدها ، إلا حين تتّخذ من الأخلاق الفاضلة ، ومعاني العفّة والطهارة ، سياجاً يحيط بها ، وفي المقابل أيضاً لا ترى التراجع والوهن يبدأ في أمّة من الأمم إلا حين تنسلخ من القيم والمُثُل العليا ، وتفشو في أفرادها مظاهر الترف والبذخ ، والبحث عن المظاهر الكاذبة والتصنّع الزائف ، حتى تأتي اللحظة التي تنهار فيها ، وتزول عن الوجود .
والنبي – صلى الله عليه وسلم – يعرض من خلال القصّة التي بين يدينا ، جانباً من جوانب الفساد الاجتماعي والافتتان بزخارف الدنيا ، والذي أودى بالمجتمع الإسرائيلي مهاوي الردى ، وكان سبباً في تسلّط أعدائهم عليهم .
وقد ظهرت بوادر الفساد الاجتماعي في تلك الأمّة بقوّة من خلال المبالغة في الاهتمام بالمظاهر ، فكان الإنفاق على الملابس والحلي وأنواع الزينة ومراسم الحفلات على أشدّه ، ولم يكن التسابق المحموم على تلك الأمور محصوراً بالطبقة الغنيّة القادرة ، بل اكتوى بنارها الفقراء والمعدمين ، سعياً لمجاراة الواقع الموجود ، ومع مطالب النساء وما جرّه من النفقات الباهظة ، كانت النتيجة الحتمية الغرق في دوّامة لا تنتهي من الديون والقروض الرّبوية .
أما الصورة الأخصّ التي ذكرها النبي – صلى الله عليه وسلم – فهي حال امرأة من بني إسرائيل ، تملّكها الشعور بالحسرة على قصر قامتها ، ورأت في نفسها أنها أقل حظّاً في نيل إعجاب الرجال ولفت أنظارهم ، وكان الرجال من بني إسرائيل يرون الجمال في طول المرأة .
وبدلاً من الرضى بقضاء الله وقدره ، ظلّت تفكّر زماناً طويلاً للبحث عن أفضل الطرق لجذب أنظار الناس إليها ، حتى اهتدى عقلها إلى حيلة تزيل ما تظنّه عيباً فيها ، فقد صنعت لها نعلين من الخشب تلبسهما تحت الثياب فيزيد من قامتها ، ويظهرها أمام الناس طويلة.
وأمام الحيلة التي ابتكرتها ، تغيّر منظرها الخارجي ، فلم يتعرّف عليها الرجال ، وظنّوا أنها امرأة غريبة عن الديار ، بل أرسلوا أحدهم ليعلم عن هذا الوافد الجديد – بالنسبة إليهم – ويتقصّى حقيقتها فلم يفلح .
وبذكائها أيضاً ، اتّخذت خاتماً من ذهب صنعته خصّيصاً عند أحد الصاغة ، وأمرته أن يجعل فيه تجويفاً له غطاء لتملأه مسكاً قوي الرائحة ، ثم كانت تذهب إلى مجامع الناس وتحرّك يدها ذات اليمين وذات الشمال ، فيفوح شذى العطر في أرجاء المكان ليسلب بعبقه ألباب الرجال وينال استحسانهم لها .
والنبي – صلى الله عليه وسلم – إذ يعرض هذه القصّة ، يريد من المجتمع الإسلامي أن يحذر من تلك الآفات ويرفع من تطلّعاته وطموحاته ، ويوجّه تركيزه نحو إصلاح الباطن وتحسين الأخلاق ، وما قيمة المرء إلا بنبل صفاته ، وجميل أفعاله ، وبياض صفحته ، كما جاء تقرير ذلك في قوله – صلى الله عليه وسلم - إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ) رواه مسلم .
ونلمح أيضاً في ثنايا القصّة تحذير النبي – صلى الله عليه وسلم – من فتنة النساء ، وتفنّنهنّ في طرق الغواية والإضلال ، في ظلّ انتكاسة أخلاقيّة تنبيء بذوبان العفّة وقلّة المروءة ، وذهاب الغيرة من قلوب الرجال ، وما يؤدّيه من الفساد العظيم ، والشرّ المستطير .
وكان الإشفاق من خطر هذه الفتنة هو ما أشغل بال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فلم يزل يحذّر أمته من فتنة النساء ، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال : ( اتقوا الدنيا ، واتقوا النساء ، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء ) رواه أحمد .
ومن هنا ، حرص الإسلام من خلال تعاليمه ومبادئه أن يحمي أفراده من بواعث الفتنة وأسبابها ، فنهى النساء عن مظاهر التبرّج والزينة ، ومنع من الاختلاط والخلوة المحرّمة ، ورتّب الوعيد الشديد على من خرجت من بيتها متعطّرة حتى ولو كانت ذاهبة إلى المسجد ، وبهذا الموقف الحازم والصارم ، يمكن للمجتمع المسلم أن يعيش في ظلٍّ من العلاقات الطاهرة ، والقائمة على أساسٍ من التقوى والصلاح ، والمراقبة الذاتيّة ، والله الموفّق.
سلسلة القـصص النبوي 142
سلسلة القـصص النبوي 11سلسلة القـصص النبوي 11








عدل سابقا من قبل نور الله في 23.07.08 4:47 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نور الله
عضو جديد
عضو جديد
نور الله


انثى
عدد الرسائل : 129
تاريخ الميلاد : 20/10/1983
العمر : 41
توقيع المنتدي : سلسلة القـصص النبوي 15781610
17/06/2008

سلسلة القـصص النبوي Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة القـصص النبوي   سلسلة القـصص النبوي Empty23.07.08 4:44

سلسلة القـصص النبوي 133

إخواني أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم سأعمل بفضل الله وتوفيق منه سبحانه على نقل مجموعة من القصص التي جاءت على لسان الصادق الأمين الذي لاينطق عن الهوى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بشهادة من رب العزة سبحانه في كتابه العزيز
سلسلة القـصص النبوي 4
والنجم إذا هوى(1) ماضل صاحبكم وما غوى (2) وما ينطق عن الهوى (3) إن هو إلا وحي يوحى (4) علمه شديد القوى(5)


صدق الله العظيم



وفضلت أن أعرض القصص على شكل سلسلة بعنوان

سلسلة القـصص النبوي 14
القصص النبوي
سلسلة القـصص النبوي 14


سلسلة القـصص النبوي 51
القصة الثانية:
قصة الذي استلف ألف دينار
سلسلة القـصص النبوي 51




ما أحوج الإنسان في زمن طغت فيه المادة , وتعلق الناس فيه بالأسباب إلا من رحم الله , إلى أن يجدد في نفسه قضية الثقة بالله , والاعتماد عليه في قضاء الحوائج , وتفريج الكروب , فقد يتعلق العبد بالأسباب , ويركن إليها , وينسى مسبب الأسباب الذي بيده مقاليد الأمور , وخزائن السماوات والأرض , ولذلك نجد أن الله عز وجل يبين في كثير من المواضع في كتابه هذه القضية , كما في قوله تعالى : {وكفى بالله شهيدا} (الفتح 2 , وقوله : {وكفى بالله وكيلا } (الأحزاب 3) , وقوله : { أليس الله بكاف عبده } (الزمر 36) , كل ذلك من أجل ترسيخ هذا المعنى في النفوس , وعدم نسيانه في زحمة الحياة , وفي السنة قص النبي صلى الله عليه وسلم قصة رجلين من الأمم السابقة , ضربا أروع الأمثلة لهذا المعنى .

والقصة رواها البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أنه ذكر رجلا من بني إسرائيل , سأل بعض بني إسرائيل أن يُسْلِفَه ألف دينار , فقال : ائتني بالشهداء أُشْهِدُهُم , فقال : كفى بالله شهيدا , قال : فأتني بالكفيل , قال : كفى بالله كفيلا , قال : صدقت , فدفعها إليه إلى أجل مسمى , فخرج في البحر , فقضى حاجته , ثم التمس مركبا يركبها يقْدَمُ عليه للأجل الذي أجله , فلم يجد مركبا , فأخذ خشبة فنقرها فأدخل فيها ألف دينار , وصحيفةً منه إلى صاحبه , ثم زجَّجَ موضعها , ثم أتى بها إلى البحر , فقال : اللهم إنك تعلم أني كنت تسَلَّفْتُ فلانا ألف دينار , فسألني كفيلا , فقلت : كفى بالله كفيلا , فرضي بك , وسألني شهيدا , فقلت : كفى بالله شهيدا , فرضي بك , وأَني جَهَدتُ أن أجد مركبا أبعث إليه الذي له , فلم أقدِر , وإني أستودِعُكَها , فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه, ثم انصرف , وهو في ذلك يلتمس مركبا يخرج إلى بلده , فخرج الرجل الذي كان أسلفه ينظر لعل مركبا قد جاء بماله , فإذا بالخشبة التي فيها المال , فأخذها لأهله حطبا, فلما نشرها , وجد المال والصحيفة , ثم قَدِم الذي كان أسلفه , فأتى بالألف دينار , فقال : والله ما زلت جاهدا في طلب مركب لآتيك بمالك فما وجدت مركبا قبل الذي أتيت فيه , قال : هل كنت بعثت إلي بشيء , قال : أخبرك أني لم أجد مركبا قبل الذي جئت فيه , قال : فإن الله قد أدى عنك الذي بعثت في الخشبة , فانْصَرِفْ بالألف الدينار راشدا )

هذه قصة رجلين صالحين من بني إسرائيل , كانا يسكنان بلدا واحدا على ساحل البحر , فأراد أحدهما أن يسافر للتجارة , واحتاج إلى مبلغ من المال , فسأل الآخر أن يقرضه ألف دينار , على أن يسددها له في موعد محدد , فطلب منه الرجل إحضار شهود على هذا الدين , فقال له : كفى بالله شهيدا , فرضي بشهادة الله , ثم طلب منه إحضار كفيل يضمن له ماله في حال عجزه عن السداد , فقال له : كفى بالله كفيلا , فرضي بكفالة الله, مما يدل على إيمان صاحب الدين , وثقته بالله عز وجل , ثم سافر المدين لحاجته , ولما اقترب موعد السداد , أراد أن يرجع إلى بلده , ليقضي الدين في الموعد المحدد , ولكنه لم يجد سفينة تحمله إلى بلده , فتذكر وعده الذي وعده , وشهادةَ الله وكفالتَه لهذا الدين , ففكر في طريقة يوصل بها المال في موعده , فما كان منه إلا أن أخذ خشبة ثم حفرها , وحشى فيها الألف الدينار, وأرفق معها رسالة يبين فيها ما حصل له , ثم سوى موضع الحفرة , وأحكم إغلاقها , ورمى بها في عرض البحر , وهو واثق بالله , متوكل عليه , مطمئن أنه استودعها من لا تضيع عنده الودائع , ثم انصرف يبحث عن سفينة يرجع بها إلى بلده , وأما صاحب الدين , فقد خرج إلى شاطئ البحر في الموعد المحدد , ينتظر سفينة يقدُم فيها الرجل أو رسولا عنه يوصل إليه ماله , فلم يجد أحدا , ووجد خشبة قذفت بها الأمواج إلى الشاطئ , فأخذها لينتفع بها أهله في الحطب , ولما قطعها بالمنشار وجد المال الذي أرسله المدين له والرسالة المرفقة , ولما تيسرت للمدين العودة إلى بلده ,جاء بسرعة إلى صاحب الدين , ومعه ألف دينار أخرى , خوفا منه أن تكون الألف الأولى لم تصل إليه , فبدأ يبين عذره وأسباب تأخره عن الموعد , فأخبره الدائن بأن الله عز وجل الذي جعله الرجل شاهده وكفيله , قد أدى عنه دينه في موعده المحدد .

إن هذه القصة تدل على عظيم لطف الله وحفظه , وكفايته لعبده إذا توكل عليه وفوض الأمر إليه , وأثر التوكل على الله في قضاء الحاجات , فالذي يجب على الإنسان أن يحسن الظن بربه على الدوام , وفي جميع الأحوال , والله عز وجل عند ظن العبد به , فإن ظن به الخير كان الله له بكل خير أسرع , وإن ظن به غير ذلك فقد ظن بربه ظن السوء .
سلسلة القـصص النبوي 142
سلسلة القـصص النبوي 11سلسلة القـصص النبوي 11
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نور الله
عضو جديد
عضو جديد
نور الله


انثى
عدد الرسائل : 129
تاريخ الميلاد : 20/10/1983
العمر : 41
توقيع المنتدي : سلسلة القـصص النبوي 15781610
17/06/2008

سلسلة القـصص النبوي Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة القـصص النبوي   سلسلة القـصص النبوي Empty23.07.08 5:05

سلسلة القـصص النبوي 23
سلسلة القـصص النبوي 6
سلسلة القـصص النبوي 23


سلسلة القـصص النبوي 133


إخواني أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم سأعمل بفضل الله وتوفيق منه سبحانه على نقل مجموعة من القصص التي جاءت على لسان الصادق الأمين الذي لاينطق عن الهوى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بشهادة من رب العزة سبحانه في كتابه العزيز
سلسلة القـصص النبوي 4
والنجم إذا هوى(1) ماضل صاحبكم وما غوى (2) وما ينطق عن الهوى (3) إن هو إلا وحي يوحى (4) علمه شديد القوى(5)


صدق الله العظيم

وفضلت أن أعرض القصص على شكل سلسلة بعنوان


سلسلة القـصص النبوي 14
القصص النبوي
سلسلة القـصص النبوي 14



سلسلة القـصص النبوي 51
القصة الثالثة:
قصة الذين دخلوا زحفا على أدبارهم
سلسلة القـصص النبوي 51
نص الحديث

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال :( قيل لبني إسرائيل : { ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة } ( البقرة : 58 ) ، فبدّلوا فدخلوا يزحفون على أستاههم ، وقالوا : حبة في شعرة ) متفق عليه .

معاني المفردات

حطة : أي احطط عنا خطايانا
بدلوا : التبديل هو التغيير
أستاههم : أدبارهم


تفاصيل القصة


عجيبٌ أمر أمة بني إسرائيل ، فكم أنعم الله عليهم من النعم المتتالية ، فأنجاهم من العذاب المهين ، وحماهم من استباحة دمائهم وأموالهم ، وأغرق خصمهم اللدود ( فرعون وجنوده ) في لجّة البحر ، وأمدّهم بالأرزاق والأقوات ، ومكّن لهم في الأرض ، ونصرهم على أعدائهم ، وأورثهم أرضهم وديارهم ، ثم إذا بهم يقابلون الإحسان بالإساءة ، والنعم بالجحود ، والصفح والغفران ، بالتمادي والطغيان .
وما القصّة التي بين أيدينا إلا مثالٌ حي على حقيقة هؤلاء القوم ، فهي صفحة سوداء من سجّلاتهم القذرة ، ذكرها لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم – تحذيراً من أخطارهم وبياناً لحقيقتهم .
ولنرجع إلى الوراء قليلاً حتى نفهم ملابسات هذه القصّة ، فبعد نجاة قوم موسى عليه السلام من فرعون ، أمرهم الله بدخول الأرض المقدّسة ووعدهم بالنصر ، فامتنعوا من الدخول وردّوا قائلين : { قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون } ( المائدة : 24 ) ، فباؤوا بغضب من الله ، وعوقبوا بالتشريد والضياع مدّة أربعين سنة .
وبعد مرور فترة العذاب ، وخروجهم من التيه ، أمر الله نبيّه يوشع بن نون عليه السلام باستئناف القتال لفتح الأراضي المقدّسة وهزيمة أهلها ، فجمع يوشع عليه السلام من تبقّى من قومه وقاتل بهم أربعة أيام ، حتى تحقّق لهم النصر ، ومنّ الله عليهم بالفتح .
وبعد أن وضعت الحرب أوزارها ، أوحى الله إلى نبيّه يوشع عليه السلام بدخول الأرض المقدّسة من بابها دخول الفاتحين المتواضعين لله ، الشاكرين له على نعمه وأفضاله ، الخاضعين له في ساعة النصر والاستعلاء .
كما جاء الأمر الإلهي لقوم يوشع عليه السلام أن يدخلوا المدينة سجّداً لله ، مستغفرين له على ما كان منهم من الذنوب ، نادمين على امتناعهم من القتال في المعركة الأولى – في عهد موسى عليه السلام - ، مع وعدٍ إلهي بالإحسان ، والإنعام بإباحة خيرات تلك البقاع ، قال الله تعالى : { وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين } ( البقرة : 58 ) ، وقال تعالى : { وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا نغفر لكم خطيئاتكم سنزيد المحسنين } ( الأعراف : 161 ) .
لكنّ قوم السوء خالفوا ما أُمروا به من القول والفعل ، وكانت استجابتهم لما طُلب منهم على صورةٍ تُوحي بدناءة أخلاقهم وقلّة حيائهم وفساد باطنهم ، فبدلاً من السجود لله إذا بهم يدخلون المدينة زحفاً على أدبارهم ، وبدلاً من قول (حطّة) كما أمرهم الله إذا بهم يقولوا : ( حبّة في شعرة ) ، وهذا غاية السوء والاستخفاف بمقام الله تعالى .
ولم يجنوا من هذه الفعلة القبيحة والقول الشنيع سوى أن استوجبوا غضب الله ونقمته ، فأنزل عليهم عذاباً من السماء جزاءً لهم على فسقهم وضلالهم ، عدا ما ينتظرهم يوم القيامة من نكال الجحيم .


وقفات مع القصّة


أهم ما يُشار إليه هنا ، وهو المحور الذي تدور حوله القصّة ، بيان عظم وزر من يبدلّ كلام الله ويستخفّ بمقامه ، ويقابل أوامره بالسخرية والاستهزاء ، وفرقٌ بين من يعصي الله عز وجل وهو مقرٌ بذنبه ، مستشعرٌ لقبيح جُرمه ، وبين من يجاهر بالمعصية عتوّاً وطغياناً ، واستعلاءًً وغطرسة .
وفي قوله الله تعالى : { فبدّل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا} ( البقرة : 58 ) دلالةٌ على أن تلك المعصية لم تصدر من الجميع ، بل كان في القوم أناسٌ صالحون ، لم يشملهم العذاب لقيامهم بواجبهم من إنكار المنكر ، قال تعالى : { ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون } ( الأعراف : 159 ) .
وفيما يتعلّق بنوع العذاب الذي عوقبوا به فقد اختلف العلماء في تقديره ، فقال بعضهم : الغضب من الله ، وقال آخرون : هو الطاعون ، واستدلّوا بقول النبي – صلى الله عليه وسلم - : ( إن هذا الوجع – يعني الطاعون - رجزٌ أو بقية عذاب عذب به أناس من قبلكم )رواه مسلم ، ولا دلالة واضحة للنصوص والآثار على تعيين المقصود ، ومهما كان نوع العذاب فلا شكّ أنه كان شديداً يتناسب مع عظم الجرم الذي قاموا به .
وتدلّ القصّة على ما يجب أن يكون عليه سلوك الفاتحين من التواضع لله وعدم الاستعلاء والاستكبار ، كما هو شأن نبينا – صلى الله عليه وسلم – عندما دخل مكّة خافضاً رأسه حتى إن ذقنه يكاد أن يمسّ راحلته .
وسياق القصّة يدلّ على أن ما أُبيح لقوم يوشع عليه السلام من الغنيمة كان بعض خيرات المدينة من الطعام والمأوى ، وإلا فقد جاء في حديث آخر أن ما غنموه في المعركة من سلاح وعتاد لم يكن في أيديهم ، بل أرسل الله له ناراً من السماء فأحرقته ، ثم أُحل لأمة محمد – صلى الله عليه وسلم – من الغنائم ما لم يحل لأحد قبلهم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - : ( ذلك بأن الله تبارك وتعالى رأى ضعفنا وعجزنا فطيبها لنا )رواه مسلم .
وأخيراً فأمّة اليهود تاريخها واحدٌ ، قديمه كحديثه ، ووسطه كطرفيه ، سلسلة لا تنتهي من أنواع التمرّد والعصيان ، نسأل الله تعالى أن يجنّبنا شرّهم ، ويقينا مكرهم .

سلسلة القـصص النبوي 142
سلسلة القـصص النبوي 11سلسلة القـصص النبوي 11

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سلسلة القـصص النبوي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سلسلة الشباب والزواج راااااااائعة
» سلسلة ayoub-90 لبرامج الاختبارت النفسية:موضوع متجدد (كل 3 ايام برنامج جديد) + التثبيت
» بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف
» الصلاة على الإمام الأكبر بالمسجد النبوي ودفنه بالبقيع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
°•ღ°•منتديــــ نجوم اون لاين ـــــــــــات°• :: 
الاقسام الاسلامية
 :: القرأن الكريم وعلومه
-
انتقل الى: