اداره المنتدي عضو جديد
عدد الرسائل : 260 تاريخ الميلاد : 19/08/1981 العمر : 43 توقيع المنتدي : 16/06/2008
| موضوع: سؤال وجابة 16.07.08 5:50 | |
| هل الله سبحانه و تعالى قادر على نفسه ؟ من منطلق قوله تعالى : { إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } ؟
الاجابة للشيخ صالح الكرباسي
لا شك في أن الله عَزَّ و جَلَّ قادر على كل شيء ، و هذا ما تصرح به الآيات القرآنية الكثيرة ، كما أن هناك عدداً هائلا من الأحاديث الشريفة تؤكد أيضاً بأن الله جَلَّ جَلالُه قادر على كل شيء . قال الله عَزَّ و جَلَّ : ﴿ وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللّهُ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [1] . و قال عَزَّ مِنْ قائل : ﴿ وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [2] . و قال جَلَّ جَلالُه : ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [3] . لكن ينبغي الانتباه إلى نقطة دقيقة جداً و هي أن الله عَزَّ و جَلَّ قادر على كل شيء ممكن ، و ليس بعاجز عن فعل أي شيء إطلاقاً ، إلا أن بعض الأمور كخلق الشريك بالنسبة إلى الله سبحانه و تعالى غير ممكنة أساساً أي ممتنعة الوجود ، فالله ليس بعاجز لكن وجود الشريك ممتنع . و من أمثال هذه السؤال ، هو السؤال التالي : هل الله عَزَّ و جَلَّ قادر على أن يجعل العالم بأكمله بما هو عليه من القياسات و الحجم في بيضة ؟ و الجواب ـ هنا أيضاً ـ هو أن هذا الأمر غير ممكن ، لا أن الله سبحانه ليس بقادر . فقد رُوي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنه قَالَ : قِيلَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السلام ) : هَلْ يَقْدِرُ رَبُّكَ أَنْ يُدْخِلَ الدُّنْيَا فِي بَيْضَةٍ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَصْغُرَ الدُّنْيَا أَوْ تَكْبُرَ الْبَيْضَةُ ؟! قَالَ : " إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَا يُنْسَبُ إِلَى الْعَجْزِ ، وَ الَّذِي سَأَلْتَنِي لَا يَكُونُ " [4] . ثم أن هناك أموراً أخرى لا يفعلها الله عَزَّ و جَلَّ كظلم العباد ، و لكن عدم فعله لها ليس لأنه غير قادر عليها بل لكونها مخالفة لحكمته و عدله فلا يريد فعلها . إذن فإن طرح و إثارة مثل هذه الأسئلة إما أن يكون نابعاً عن الجهل و قلة المعلومات ، أو يكون نابعاً عن روح المغالطة و التشكيك . و في الختام نقول : إن ما لا يصدر عن الله عَزَّ و جَلَّ يندرج تحت أحد العنوانين التاليين : 1. ممتنع الوجود : كشريك الباري ، و اجتماع النقيضين . 2. ما لا يريد الله فعله : كظلم العباد .
-------------------------------------------------------------------------------- [1] القران الكريم : سورة آل عمران ( 3 ) ، الآية : 189 ، الصفحة : 75 . [2] القران الكريم : سورة النحل ( 16 ) ، الآية : 77 ، الصفحة : 275 . [3] القران الكريم : سورة الملك ( 67 ) ، الآية : 1 ، الصفحة : 562 . [4] التوحيد : 130 ، باب 9 ، حديث 9 ، للشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن حسين بن بابويه القمي المعروف بالصدوق ، المولود سنة : 305 هجرية بقم ، و المتوفى سنة : 381 هجرية . و بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 4 / 143 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ، سنة : 1414 هجرية .
| |
|