كان العرب قديما مصدرا" للعز والكبرياء منبعا للكرم والعطاء ملاذا" للخيرات فكان العربي معتز بعروبته يأبى الذل والهوان يعمل و يكد باحثا عن لقمة الحياة .
فكان منهم العلماء والمفكرين والشعراء والكاتبين الذين ساهموا بنهضة أمتهم والرقي بها نحو القمة وفي هذه الأوقات كان الغرب يدرس من علومنا يتفقه بكتبنا ونتاجنا فكنا مصدرا" للفكر والإبداع ومحط أنظار الأعداء .
حتى أتت أيام بدأ الغرب فيها ينشرون شتى أنواع الفساد والمجون لإغراق العقول النيرة وإطفاء نورها اللامع بالثقافة والعلوم فبدلا"من انشغال العرب بطلب العلم أصبحوا منشغلين بلهو الحياة وترفها الزائف فاستغلوا بذلك ضعف الأمة وهوانها للنيل من العروبة فقاموا باحتلالها فكريا وواقعيا فلم يعد العرب كسابق عهدهم مهتمين بالعلم ونشر الثقافة .
فلم يجد العلماء والمفكرين مقرا لهم بين هذه الأمة التي انتابها الضعف والهوان فوجدوا من الغرب اهتماما كبيرا فقاموا باستقطابهم وتوفير لهم كل ما يحتاجونه من حياة كريمة ومراكز للعلم والمعرفة فاستغل الغرب ذلك ناسبين أبحاث العرب واختراعاتهم لأنفسهم مقابل توفير حياة كريمة لعلماء العرب والمسلمين.
فأصبحت العروبة تضعف رويدا" رويدا" فتغيرت القيم والمفاهيم حتى أصبحنا نعتمد على الغرب اعتمادا كليا في غذائنا ودوائنا وعلاجنا ولبسنا و أصبحنا بذلك أتباعا للغرب مقلدين له
حتى القيم والأخلاق لم تسلم من هذا الضعف فرحم الله هذه العروبة التي ضاعت وراء الأهواء ودسائس الأعداء.
محمد عبد الحكيم -الأردن